صباح الخير
صباح الخير أستاذ
أهلا أستاذ
كيف الحال أستاذ
هل أنت بخير أستاذ
<تغريدة كل صباح عمل, حين يكون التلاميذ متقاطرين فرادى, مثاني و جماعات. و البسمة تعلو وجوههم البريئة.
لكن كل تلك البهجة و كل ذلك الفيض العارم من الحب و الأمل لم يكن لها أن تزيح الغمة عن قلبي و الغيمة عن فكري. ليس من السهل وضع حد فاصل بين حياتي اليومية و أفكاري الخاصة من جهة, و عملي من جهة مقابلة. فحين يعتصرك الألم و يغمرك الحزن لا بد أن يتأثر مردودك و أن يصبغ عملك بحالتك النفسية.
جورج بوش, أوباما, ساركوزي, بشار الأسد, بن علي, ناتنياهو, القذافي …
تعالت أصوات التلاميذ مجاوبين عن سؤالي, من هي أكثر شخصية تستحق الكره و البغض.كتبت كل إجاباتهم على الصابورة مستحضرا في ذهني كل الوجوه المشوهة و الأشلاء المتناثرة التي ترادف اسم كل طاغية منهم. تونس العراق أفغانستان مالي سوريا, كنت كمن يرسم خريطة العذاب و الألم مع كتابة كل اسم. امبراطورية الألم, امبراطورية موت الإنسان فينا
– علينا نزع الأقنعة عنهم
– أية أقنعة سيدي
– أقنعة الإنسانية و الآدمية التي يختبؤون وراءها
– كيف ذلك سيدي
– عن طريق إحدى تكبيقات الفايسبوك
قمت بشرح استعمال التطبيق, و كم كان سروري و غبطتي حين اكتشف تلاميذي الصور الحقيقية لمن يكرهون.
فهل من المعقول أن يكون من قتل 500 نفر جلهم أطفال و نساء في ليلة واحدة, له عينان ينظر بهما مثل عينينا؟
هل من الممكن أن يكون من دك العراق دكا مسويا بين الحجر و البشر آدميا له وجه مثل وجوهنا؟
هل من المفروض أن يكون من اقتات على أضافرنا و دموعنا قد فهمنا قبل أن يقلع بالطائرة هاربا
يوم كامل من إزالة الاقنعة, و من غسلها مما اعتراها من مساحيق التجميل
قد تكون الصور قبيحة, لكنها عارية و حقيقية
أهدي عمل تلاميذي إلى كل اللذين اتخذوا من الحلاقة و التجميل مهنة, و أقول لهم مهما طبلت و مهما زكرتم لأسيادكم فستبقى رائحة الدم عابقة في ذاكرتنا و على صفحات التاريخ.